زين الدين بلعيد، موهبة دفاعية جزائرية صاعدة ونجم في طريق التألق

زين الدين بلعيد، موهبة شابة سطعت في سماء الكرة الجزائرية والإفريقية، برز رفقة نادي نصر حسين داي في سن مبكرة وبعدها رفقة اتحاد العاصمة الذي تمكن من خلاله تحقيق العديد من الأرقام المميزة، بالتتويج بلقبين قاريين المتمثلين في كأس الكاف وكأس السوبر الإفريقي أمام نادي الأهلي المصري أحد أفضل الفرق في القارة السمراء عبر التاريخ، ليسجل زين الدين بلعيد عن جدارة واستحقاق تواجده رفقة المنتخب الوطني الجزائري بنهائيات كان كوت ديفوار، وهذا بورتريه لزين الدين بلعيد……

بدايته الكروية كانت بمدرسة الأخلاق الرياضية ليسر

وُلد زين الدين بلعيد في 20 مارس 1999 بالثنية ولاية بومرداس، حيث نشأ وتربى وترعرع في حي يسر بالولاية ذاتها الغنية عن التعريف، والتي قامت بتصدير العديد من المواهب الكروية في الجزائر إلى أكبر الأندية المحلية، زينو التحق في بداياته بمدرسة الأخلاق الرياضية ليسر، الذي نشط رفقته لعدة أصناف من السنوات الأولى وصولا إلى صنف الأصاغر “مينيم”.

إنضم بعدها إلى نادي الرغاية

بعد سنوات أمضاها مع مدرسة الأخلاق الرياضية ليسر، انضم زين الدين بلعيد إلى نادي الرغاية الذي كان ينشط في القسم الوطني الثاني، والذي ضم لاعبين كبار وممتازين، فزين الدين بلعيد رغم صغر سنه حينها إلا أنه تم ترقيته للعب في صنف ومع لاعبين أكبر منه سنا، وهو ما بين موهبة هذا اللاعب الفذ منذ الصغر.

أداءه مع نادي الرغاية مهد له طريق الانضمام لنصر حسين داي

أداء زين الدين بلعيد الأكثر من رائع والمميز جدا رفقة نادي الرغاية في أحد المباريات أمام نادي نصر حسين داي جعله محل اهتمام الفريق العاصمي في ذلك الوقت، والذي أصر على جلب واستقدام زينو، خاصة وأنه تمكن من قيادة فريقه لوحده للفوز على النصرية في تلك الفترة، وانتهت المباراة بنتيجة 1-0، وبعد نهاية اللقاء الذي تألق فيه إبن يسر اتجه العديد من المسؤولين إلى اللاعب الشاب، وكانت تلك المباراة أيضا سببا في التحاق بلعيد بالفئات الصغرى للمنتخب الوطني وتحديدا فئة أقل من 17 سنة، حيث كان زين الدين أصغر عنصر في تشكيلة المنتخب الوطني حينها.

بلعيد يصل لاتحاد العاصمة قادما من نصر حسين داي

شكل انتقال زين الدين بلعيد من نصر حسين داي إلى اتحاد العاصمة سنة 2020 تحول وفارق إيجابي، حيث كان هذا الإنتقال بمثابة الواجهة الكبيرة لتألق زينو وبروزه أكثر في البطولة المحلية والبطولات القارية طوال الأربع سنوات الماضية، حيث قدم بلعيد أحد أفضل المواسم في تاريخ لاعب جزائري مر بالبطولة في العشرين سنة الأخيرة.

مثل أغلب الفئات الشبانية للمنتخب الوطني

بعد أن مثل المنتخب الوطني في فئة أقل من 17 سنة، استمر زينو في تمثيل المنتخب واللعب فيه في فئات أقل من 20 سنة و فئة أقل من 23 سنة أيضا، أين كان عنصرا بارزا في المنتخب الوطني وصولا إلى المنتخب المحلي وبعدها المنتخب الوطني الأول تحت إشراف الناخب الوطني جمال بلماضي.

إرتدى شارة القيادة في سن مبكرة

ما ميز زين الدين بلعيد وموهبته الكروية الشابة هو إرتدائه لشارة القيادة في سن مبكر، ما يدل على طينة هذا اللاعب الكبير الموهوب وشخصيته القوية بالملعب، فارتداء شارة القيادة في سن صغير جدا في كل الفرق التي لعب لها يثبت مرة أخرى بأن زينو يعد القائد المثالي والرقم واحد في إدارة اللعب توجيه زملائه فوق أرضية الميدان.

عائلته رياضية بامتياز

تعتبر عائلة زين الدين بلعيد عائلة رياضية بامتياز، فوالده واكب مسيرته منذ البداية، حيث يعد والد زينو الذي نوجه له تحية خاصة من منبرنا هذا الرقم واحد في مسيرة ابنه، حيث تابعه من الفئات الصغرى إلى غاية فئة الأكابر، كما أن الدراسة كانت تعتبر حيز مهم بالنسبة لوالد بلعيد، فهذا الأخير سجل حضوره في العديد من المناسبات الكروية المهمة لابنه على غرار نهائي كأس الكاف بملعب 5 جويلية الأولمبي والتي انتهت بتتويج الإتحاد ورفع إبنه الكأس القارية الأولى في تاريخ الإتحاد في مشهد أكثر من رائع وسيبقى في المخيلة بالإضافة إلى متابعته لمباريات زين الدين في كل مناسبة ويرفض تضييعها لتشجيعه وتحفيزه أكثر.

بلقاسم شتوم (مدرب بلعيد بمدرسة الأخلاق والرياضة ليسر): “رأيت فيه إمكانيات رائعة، وزين الدين مثال للاعب الصبور والمجتهد”

بعد تنقلنا لإجراء هذا البورتريه عن زين الدين بلعيد، التقينا بمدربه الأول بمدرسة الأخلاق والرياضة ليسر ومكتشفه المدرب القدير “بلقاسم شتوم” الذي رحب بنا كثيرا، كما أوضح لنا بأن سر نجاح زينو يعود إلى الجدية والصبر في التدريبات وعدم تضييع أي يوم من التحضيرات، وصرح لنا قائلا: “زين الدين بدأ مسيرته الكروية عندي في سن 8 سنوات قبل أن نؤسس مدرسة الأخلاق الرياضية بيسر سنة 2010، كان ينشط في البداية بالهجوم، لكنني وضعته بعدها في منصب المدافع المحوري بعدما رأيت فيه إمكانيات هائلة كمدافع، وهو مثال للاعب المجتهد، وأبسط جانب على ذلك هو قيامه بالتحضيرات خلال شهر رمضان دون توقف، كما يملك إرادة كبيرة جدا، ونجاح زينو جاء نتيجة للجد والصبر رغم العراقيل التي واجهها، ونتمنى له كل التوفيق والنجاح والسداد والاحتراف خارج الجزائر”.

نجم البطولة وقائد شاب يرفع أول لقبين قاريين لاتحاد العاصمة

من قيادة نادي نصر حسين داي في وقت سابق إلى قيادة اتحاد العاصمة للتتويج بالكأسين القاريين المتمثلين في كأس الكاف وكأس السوبر الإفريقي أمام الأهلي المصري، ليسجل بذلك زين الدين بلعيد اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الجزائر كأول قائد يرفع لقبين قاريين في تاريخ اتحاد العاصمة وهو الأمر الذي لم يحققه لاعبون تقمصوا ألوان الاتحاد.

العمل المكثف والجدية سر نجاح بلعيد

ما وصل إليه زين الدين بلعيد لم يأتي صدفة بل بالمثابرة والجهد الكبير الذي قام به طوال مسيرته الكروية ومنذ أن كان في سن مبكرة، حيث كان مواظبا في الحصص التدريبية التي لم يضيعها أبدا، وحتى أوقات فراغه كان يغتنمها في التدريبات المكثفة، فالنتائج العظيمة والنجاح المبهر يأتيان بالإصرار والمثابرة.

من بين أصغر اللاعبين الذين سينشطون نهائيات كأس أمم إفريقيا

سجل بلعيد تواجده في القائمة النهائية للمنتخب الوطني المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2024 بكوت ديفوار، أين أعجب بلماضي كثيرا بإمكانياته ليقوم بضمه لقائمة المنتخب، كما سيكون زين الدين بلعيد من بين أصغر اللاعبين الذين سيشاركون في نهائيات كأس أمم إفريقيا، وهو ما يعتبر شرف كبير خاصة وأن بلعيد يعتبر من بين المواهب الكروية والدفاعية الصاعدة في كرة القدم الجزائرية ومستقبل الخضر في قادم المنافسات.

محل اهتمام العديد من الأندية العالمية

زين الدين بلعيد أضحى محل اهتمام كبير من مختلف الأندية العالمية الإفريقية والأوروبية، وهو ما يبرز القيمة الكبيرة لزينو الذي يسير بخطى ثابتة نحو كتابة اسمه بأحرف من ذهب وتشريف الراية الوطنية على المستوى الخارجي.

إعداد: سعيد عمروش

Exit mobile version