أسدل أمس، الستار عن واحدة من أحسن النسخ لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي أقيمت بأرض الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد، الجزائر التي دائما ما كانت تبدع في احتضان مثل هذه التظاهرات الرياضية لم تخيب كعادتها وكانت عند حسن ظن مسؤولي الإتحاد الإفريقي الذين وضعوا الثقة فيها لتنظيم النسخة السابعة من البطولة.
نجاح النسخة السابعة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين لم يأتي من العدم أو من مجهودات السلطات الجزائرية التي وفرت كل شيء دون استثناء، بل الكل شارك في إنجاح هذه التظاهرة على غرار وسائل الإعلام المحلية التي لم تفتها أي صغيرة أو كبيرة في البطولة، دون أن ننسى الجماهير الجزائرية التي صنعت الحدث بتواجدها سواء في مباريات المنتخب الوطني أو باقي مباريات المنتخبات المشاركة التي تفاجأت بالحضور الجماهيري الكبير على غرار ما حدث في أكثر من مناسبة في عاصمة الشرق الجزائري مدينة عنابة، فضلا عن الأجواء الرائعة واللوحات الجميلة التي رسمتها في المدرجات دون الحديث عن الروح الرياضية العالية والتجسيد الفعلي لشعار “مرحبا” الذي اختارته الجزائر للدورة.
رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم يشيد بنسخة الجزائر
ولم يكن لقب النسخة الإستثنائية لشان الجزائر من نسج الجماهير أو وسائل الإعلام الجزائرية لكنه كان من رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم الجنوب إفريقي “باتريس موتسيبي” الذي انبهر بما وجده بالجزائر من ملاعب مشيدة على الطراز العالمي وفنادق عصرية مجهزة بكل وسائل الراحة والرفاهية فضلا عن شبكة كبيرة من وسائل النقل في المدن وبين الولايات.
ففي تصريح للمسؤول الأول عن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم في المباراة الترتيبية بوهران عن شان الجزائر أكد رضاه التام عن مجريات البطولة وشكر القائمين عليها وقال في هذا الصدد “إفريقيا فخورة بما أُنجر في كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، التي كانت رائعة جدا” وأضاف “أشكر رئيس الفاف واللجنة المُنظمة للشان ورئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على خدمته للكرة الأفريقية”
اما في الندوة صحفية خصصها لتقديم حصيلة بطولة افريقيا للمحليين 2022 فصرح موتسيبي قائلا ” لقد حقق تنظيم شان-2022, نجاحا كبيرا على كل الأصعدة اللوجستيكية منها وكذلك الحضور الجماهيري الذي أعطى لمسة خاصة جدا لهذه النسخة السابعة من المنافسة، أشكر بحرارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على دعمه الكبير في نجاح هذا الموعد الإفريقي” وأتبع بالقول “الجزائر سجلت نقاطا إيجابية في مجال التنظيم، وأن الشعب الجزائري لا يمكنه إلا أن يكون فخورا بما تم تقديمه خلال هذه الدورة”.
إجماع ممثلي الوفود الإفريقية والهيئات الكروية والزوار الأجانب على نجاح العرس الكروي
هذا ولم يقتصر الإعجاب على مسؤولي الإتحاد الإفريقي لكرة القدم فقط، لكن ممثلي الوفود الإفريقية والهيئات الكروية والزوار الأجانب أقروا بالظروف الجيدة التي وفرت لهم أثناء إقامتهم بالجزائر من خلال الاستقبال المميز وحفاوة الترحيب وكذا التكفل بجميع المتطلبات اللازمة.
وهذا ما أكده مدرب المنتخب السوداني برهان تيا الذي أشاد بحفاوة الإستقبال والظروف التنظيمية الجيدة من حيث المنشآت الرياضية الجيدة أو الإيواء والإطعام وذلك ما جعل القائمين على الإتحادية يفكرون في إجراء التربص التحضيري لـ”صقور الجديان” في الصيف المقبل بقسنطينة تحسبا لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2023.
ومن جهة أخرى أشاد مدرب المنتخب الملغاشي هو الآخر بشان الجزائر وصرح قائلا عقب المباراة الترتيبية التي فاز بها وسمحت لمنتخبه باحتلال المركز الثالث في البطولة ” لقد حظينا بكل العناية سواء بعنابة أو قسنطينة أو وهران. أهنئ الجزائريين على هذا التنظيم الجيد للشان، حقا لم ينقصنا شيء في الثلاث مدن التي نزلنا بها. أتمنى من أعماق قلبي أن تنال الجزائر تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 لا سيما من أجل جمهورها الرائع”.
اما مساعد مدرب منتخب النيجر “حسان إيدي بركيري “فلم ينس الإشادة بالظروف التنظيمية التي جرت فيها البطولة رغم إحباطه الشديد بعد خسارة المركز الثالث أمام المنتخب الملغاشي في المباراة الترتيبية حيث صرح قائلا ” ستظل تجربة جيدة لنا لاسيما وأن الشان جرى في ظروف جيدة وعرف تنظيما محكما. شخصيا لم أتفاجأ، لأني أعرف جيدا كفاءات الجزائريين الذين طالما نجحوا في تنظيم التظاهرات الكبرى”
حتى ضيوف الشرف الذين زينوا المنصات الشرفية للملاعب التي استضافت الشان كانت انطباعاتهم حسنة عن البطولة على غرار ما قاله الدولي التونسي سابقا كريم حقي المتواجد بالجزائر بدعوة من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف) لحضور فعاليات الطبعة السابعة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين الذي هنأ الجزائر على النجاح التنظيمي الباهر للتظاهرة وقال في هذا الصدد ” جودة المنشآت والمرافق الأخرى التي سخرتها الدولة أعطت بحق صورة جميلة ومشرقة عن الجزائر، اللجنة المنظمة وفقت لحد بعيد في تنظيمها لهذا الحدث الكروي الإفريقي”
الجماهير الجزائرية قالت كلمتها في البطولة
صحيح أن اللجنة المنظمة لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين إهتمت بكل التفاصيل المتعلقة بالتظاهرة حتى الصغيرة منها، لكن النكهة التي أضافتها الجماهير الجزائرية للبطولة خاصة جدا ولا تقدر بأي ثمن، خاصة حضورها لمتابعة مباريات المنتخبات المنافسة رغم برودة الطقس والظروف المناخية الصعبة.
الجماهير الجزائرية أعطت أحسن صورة لها خلال هذه التظاهرة الإفريقية، مبرزة في الوقت ذاته عشقها لكرة القدم الممزوج بالروح الرياضية وحسن الضيافة والترحيب.
بلال عمام
تعليقات حول هذا المقال